التصبغات الجلدية، أو فرط تصبغ الجلد مثل كثير من مشاكل الجلد والبشرة؛ التي تؤثر على المظهر الخارجي للجلد وخصوصاً الوجه، ما يسبب مشاكل، وإحراجات لدى البعض.
ما هي التصبغات الجلدية وما هي أنواعها وما هي طرق علاج تصبغات الجلد والوقاية منها؟
التصبغات الجلدية أو تصبغات البشرة هي عبارة عن بقع داكنة ذات لون أغمق من لون البشرة المعتاد المحيط بها، من الأمراض الجلدية المنتشرة بكثرة وخاصةً عند النساء، وفيها تتكون بعض البقع الداكنة على مناطق متفرقة من الجسم، ويعد السبب الأهم وراء اسمرار الجلد، وظهور هذه البقع هو زيادة إنتاج مادة الميلانين؛ وهي الصبغة المسؤولة عن لون البشرة، وقد يؤدي أي خلل في إنتاجها إلى تغيير في لون البشرة بشكل مرضي. تمنح صبغة الميلانين للجلد لونه ودرجته المميزة لكل شخص، وهذه الصبغة تنتجها خلايا في البشرة متخصصة؛ وهي مادة لونها بنى، وتوجد كثير من الحالات؛ التي ربما تؤدي إلى ضرر أو تلف هذه الخلايا.
عند تعرّض البشرة لأشعّة الشمس لأوقات طويلة، يزيد الجلد في إنتاج مادة الميلانين بغاية حماية البشرة، ممّا يؤدي إلى ظهور علامات، أو بقع داكنة اللون على البشرة، كبقع التقدّم في العمر (Age Spots) أو النمش؛ التي عادة ما تظهر على الوجه، واليدين، وغيرها من المناطق المُعرّضة للشمس من البشرة، ويبدأ ظهور هذه البقع في مُنتصف العمر في العادة، وتزداد مع التقدم في السن.
وتنتج بعد تعرّض الجلد لإصابة تُسبب الالتهاب: كالجروح، والطفح الجلديّ، وحب الشباب؛ إذ يُعدّ الالتهاب أحد طرق الجسم لحماية البشرة، ويؤدي إلى زيادة إنتاج صبغة الميلانين خلال عمليّة الاستشفاء، ويظهر هذا النوع من تصبّغات الجلد باللون الوردي، أو البنيّ، أو الأسود، باختلاف لون بشرة المُصاب ودرجة شدّة التصبّغات.
قد تؤدّي بعض المواد الكيميائيّة الموجودة في الأدوية، والكريمات الموضعيّة إلى التصبّغات الجلدية، كما أنّ بعض الأدوية من الممكن أن تُسبب ظهور تصبّغات رماديّة اللون على البشرة، ومنها: مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وبعض المضادّات الحيويّة، ومُضادات الالتهاب اللاستيرويدية، والباربيتورات.
يوجد عدد من أسباب ظهور تصبّغات الجلد؛ والتي من الممكن أن تكون أكثر خطورة على المُصاب، وعادة ما تظهر التصبّغات الناتجة عنها بشكل منتشر، ومن الاضطرابات الصحيّة المُسببة داء أديسيون، وداء ترسب الأصبغة الدموية، وأمراض المناعة الذاتية، ومشاكل الأيض، وأمراض الجهاز الهضمي.التدخين وشرب الكحول وتناول الأطعمة الغنية بالمواد الحافظة.
يتميز النمش الشيخوخي، أو ما يسمى بالبقع الكبدية، أو التصبغات الشمسية بظهور بقع مسطحة ذات حدود واضحة ولون أسود، أو بني على المناطق؛ التي تتعرض لأشعة الشمس بشكل شديد، مثل: الوجه واليدين. ومن الممكن أن تظهر البقع الكبدية في سن صغير، إلا أنها شائعة أكثر عند كبار السن.
يعد الكلف من أنواع فرط التصبغ، ويتميز بظهور بقع كبيرة بنية، أو رمادية غالبًا على البطن، والوجه خاصةً الجبين، ولكنها يمكن أن تظهر في أي منطقة من الجسم. ويزداد ظهورها عند أصحاب البشرة الداكنة، والنساء الحوامل، أو اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل، إذ يعتقد أن الكلف ناتج عن تغيرات هرمونية كما في حالة الحمل.
يتميز فرط التصبغ التالي للالتهاب بظهور بقع جلدية داكنة على الوجه والرقبة غالبًا بعد وجود التهاب جلدي، مثل: حب الشباب أو الأكزيما. ويؤثر هذا النوع من أنواع فرط التصبغ على النساء والرجال بشكلٍ متساوٍ، لكنه يكون أشد عند أصحاب البشرة الداكنة.
توجد علاجات تجميلية تساعد على تفتيح البشرة وتخفيف حدة مظهر التصبغات، أو تخليصك منها تمامًا، وتكون هذه العلاجات من خلال استخدام اجهزة حديثة بعيدًا عن الجراحة، وهذه أهمها:
يستخدم التقشير الكيميائي الأحماض بتركيزات قوية؛ لمعالجة المنطقة المرغوبة من الجلد؛ للتقليل من ظهور فرط التصبغ عن طريق إزالة طبقة البشرة الخارجية، وقد تخترق بعض الأنواع الطبقة الوسطى من بشرتك (الأدمة) لإنتاج نتائج أكثر دراماتيكية. على الرغم من توفر العديد من أنواع التقشير الكيميائي بدون وصفة طبية، إلى أنه يمكن إساءة استخدامها؛ لذا ينصح بعملها عند مختص التجميل، أو طبيب الأمراض الجلدية فهذا أفضل، ويؤدي إلى نتائج أسرع. توجد بعض الآثار الجانبية البسيطة لاستخدام التقشير الكيميائي؛ لذلك ينبغي على الطبيب المعالج أو مختص التجميل وصف بعض الكريمات الموضعية للحد من هذه الآثار. تشمل المخاطر المحتملة مع التقشير الكيميائي في المنزل وفي العيادة الاحمرار، والتهيج والتقرح. عند استخدامها بشكل غير صحيح، قد تظهر أيضًا بثور أو ندوب. إذا كنت تتعرض لأشعة الشمس بشكل منتظم، فقد لا يكون التقشير الكيميائي هو أفضل خيار علاج لك؛ لأن التقشير الكيميائي يتسبب في أن تصبح بشرتك أكثر حساسية لأشعة الشمس، إذا كنت لا تضع كريمًا واقيًا من الشمس بشكل كافٍ وتستخدم وسائل حماية أخرى من الأشعة فوق البنفسجية، فقد تؤدي الشمس إلى تفاقم فرط التصبغ لديك، ستحتاج إلى اتخاذ احتياطات إضافية لمدة أسبوع على الأقل بعد آخر تقشير كيميائي.
النمش الشيخوخي، أو ما يسمى بالبقع العمرية، والكلف. ويذكر أن التقشير الكيميائي يعمل بشكل أفضل مع درجات لون البشرة الفاتحة، أكثر منها للبشرة الداكنة.
يستخدم علاج التقشير بالليزر (إعادة التسطيح) أشعة من الضوء؛ لتقليل فرط التصبغ. يوجد نوعان من الليزر: الاستئصالي وغير استئصالي، الليزر الاستئصالي هو الأكثر قوة، ويتضمن إزالة طبقات من الجلد. من ناحية أخرى، تستهدف الإجراءات غير الاستئصالية الأدمة؛ لتعزيز نمو الكولاجين وتأثيرات الشد. الليزر الاستئصالي أقوى؛ لكنه قد يسبب المزيد من الآثار الجانبية. كلاهما يدمر العناصر الموجودة في بشرتك لضمان نمو خلايا الجلد الجديدة مرة أخرى لتنمو خلايا أكثر قوة وتماسكاً وحيويةً.
التقشير السطحي للجلد: هي جلسات علاج يتم إجراؤها في العيادة، وتستخدم لعلاج فرط التصبغ؛ الذي يؤثر على البشرة فقط (تندب سطحي). أثناء الجلسات، يستخدم طبيب الأمراض الجلدية او مختص التجميل أداة محمولة تشبه المثقاب بفرشاة سلكية، أو أي أداة كاشطة أخرى. تُمرر الأداة بعد ذلك على جلدك بسرعة - ولكن برفق - لإزالة البشرة، وقد يحتاج هذا الأمر إلى جلسات متعددة؛ لتحقيق النتيجة المثالية.
يتضمن كشط الجلد أيضًا إزالة البشرة المستهدفة، لكن تستمر آثارها؛ حتى تصل إلى جزء من الأدمة. في حين أن كشط الجلد يستخدم أحيانًا لتنعيم التجاعيد، فقد اُستخدم هذا الإجراء تاريخيًا؛ لمعالجة عدة مشاكل للبشرة، ندبات حب الشباب، وتصبغات الجلد خاصة البقع العمرية وآثار الشمس. كما هو الحال مع التقشير السطحي، سيستخدم طبيب الأمراض الجلدية أو مختص التجميل أداة محمولة تشبه المثقاب بفرشاة سلكية، أو غيرها من الملحقات الكاشطة. سيحرك الأداة على بشرتك بسرعة - ولكن برفق - لإزالة البشرة بالكامل والجزء العلوي من الأدمة.
يتم استخدام الضوء النبضي المكثف لتحفيز نمو الكولاجين داخل طبقات البشرة، عادةً يحتاج هذا النوع من العلاج للعديد من الجلسات، وهو يظهر فعالية أكبر لأصحاب البشرة الفاتحة.
من الممكن كذلك استخدام بعض الكريمات؛ التي لا تحتاج لوصفة طبية لعلاج تصبغات الجلد، وهذه أهم الخيارات التي قد تناسبك:
كريمات التفتيح هي علاجات لا تستلزم وصفة طبية تعمل مع مكونات مختارة للمساعدة في تقليل تصبغ الجلد. تتوفر العديد من هذه الكريمات في أشكال وصفة طبية وهذا الأفضل، توضع عادةً مرة أو مرتين يوميًا؛ للمساعدة في تفتيح البشرة بمرور الوقت، تأتي العلاجات الموضعية؛ لتفتيح البشرة أيضًا على شكل هلام. تعمل كريمات التفتيح أو الجل بشكل أفضل على البقع المسطحة، مثل الكلف أو البقع العمرية. وهي فعالة في إزالة البقع متغيرة اللون في معظم أنواع البشرة. تشمل المكونات الشائعة الموجودة في منتجات التفتيح؛ التي لا تتطلب وصفة طبية ما يلي:
مشتقة من فيتامين أ، الرتينويدات هي من بين بعض أقدم مكونات العناية بالبشرة المستخدمة بدون وصفة طبية. يسمح هيكلها الجزيئي الصغير لها بالتغلغل بعمق في الجلد ومعالجة الطبقات الموجودة أسفل بشرتك.
أو كما تسمى أحماض الوجه، وتعمل أحماض الوجه، أو أحماض الجلد عن طريق تقشير الطبقة العليا من بشرتك أو تساقطها. كلما قشرت بشرتك، تظهر خلايا جلد جديدة؛ لتحل محل الخلايا القديمة. تساعد هذه العملية في توحيد لون بشرتك وتجعلها أكثر تناسقاً بشكل عام. تعمل أحماض الوجه بشكل جيد مع فرط تصبغ خفيف على درجات لون البشرة الفاتحة. تتوفر العديد من أحماض الوجه بدون وصفة طبية في متاجر التجميل والصيدليات. تشمل الخيارات الشائعة ما يلي:
كما أنه من الممكن لهذه الوصفات الطبيعية، والإرشادات أن تساعدك وبشكل جيد على التخلص من تصبغات الجلد:
فمن الممكن لمكملات الصبار الغذائية أو لجل الصبار المستعمل بشكل خارجي أن يقلل من تصبغات الجلد.
إذ قد تساعد خلاصة الشاي الأخضر على تقليل تصبغات الجلد.
قد تساعد خلاصة عرق السوس على تقليل تصبغات الجلد.
فيتامين ب3، وفيتامين ب5، وأوميغا 3، والزنك، وزيت زهرة الربيع المسائية، وفيتامين أ، وفيتامين إي (Vitamin E)، وفيتامين سي.
فالرياضة تحفز الجسم على التعرق، والتخلص من سمومه المتراكمة كما أنها تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتقوية مناعة الجسم.
لمكافحة التصبغات الجلدية يجب اتباع حمية غذائية خالية من الأطعمة؛ التي قد تسبب الالتهابات، والتهيج خصوصاً تلك؛ التي تحتوي على المواد الحافظة. ونعني بذلك حمية تحتوي على ما يلي: التوت بأنواعه، وسمك السلمون، والرمان، والخضراوات الورقية الداكنة، والطماطم، وصفار البيض، والشاي الأخضر، والخضار الصفراء وبرتقالية اللون، والأطعمة الغنية بالدهون الصحية مثل؛ الأفوكادو، واللوز.