تعد الدهون المتراكمة في الجسم من أكثر المشاكل التي تشغل بال الكثيرين، حيث يتسبب تراكم الدهون في مظهر غير محبذ للجسم؛ ولذلك يسعى الأشخاص الذين يعانون من تكدس الدهون إلى إزالة هذه الدهون دوما وبكل الطرق الممكنة. في بعض الأحيان يسهل التخلص من الدهون المتراكمة بالجسم، وفي أحيان أخرى تكون الدهون صعبة وعنيدة لذلك يلجأ الكثيرون إلى إزالة الدهون بطرق علاجية ومن أهم هذه الطرق هي تكسير الدهون.
فما تكسير الدهون وما طرق إجراء تكسير الدهون وما مدى فعاليتها لإزالة الدهون العنيدة؟
يعد تكسير الدهون المتراكمة في الجسم من طرق إزالة الدهون العلاجية، وتفتيتها باستخدام تقنيات طبية غير جراحية. تعرف بعملية تكسير الدهون بأنها جلسات يجريها الأخصائي بواسطة أجهزة حديثة معينة تعمل على تفتيت الشحوم والدهون. وبعيدا عن اتباع الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة؛ لإنقاص الوزن، وحرق الدهون، وتفتيتها بالطرق غير الجراحية أقل خطورة؛ حيث تعمل هذه الطرق على تفتيت الدهون، وإزالتها في مناطق معينة من الجسم يصعب إزالة الدهون فيها بالطرق التقليدية، وبالتالي تقليل حجم الدهون في هذه المناطق التي تتراكم رواسب الدهون فيها تحت الجلد وفوق العضلات.
ويعد تكسير الدهون أحد الخيارات التي يلجأ إليها في حال كان الشخص ممن خسروا الدهون بشكل كبير بالطرق التقليدية، ولم يتبق أمامه سوى بعض الدهون المستعصية في بعض المناطق التي يصعب إزالة وتفكيك الدهون بالطرق التقليدية، أي أنه لم يتبق أمامهم سوى القليل؛ للوصول للوزن المطلوب؛ فيلجأ إلى علاج تكسير الدهون، أو كما تسمى بتكسير الدهون بالطرق غير الجراحية.
يلجأ إلى جلسات تكسير الدهون في الحالات؛ التي تحتاج إلى إنقاص الوزن، وقد استعصى عليها ذلك بعد عمل برامج ممارسة الرياضة، والبرامج الغذائية، ولم تعد كافية، أو فعالة في إزالة الدهون؛ نظرا لصعوبة إزالة هذه الدهون في مناطق محددة من الجسم، ومن الحالات؛ التي يلجأ إليها:
أو كما تسمى تجميد الدهون، وهي إحدى طرق تكسير الدهون غير الجراحية؛ حيث يستخدم جهاز تكسير الدهون بالتبريد درجات حرارة منخفضة جدا؛ لتحقيق تفتيت، أو انحلال للدهون، حيث تعمل هذه التقنية على تحطيم كتل الدهون بالتبريد على تفكيك الخلايا الدهنية وفك الترابط فيما بينها، من خلال وضع جهاز مغطى بألواح على المنطقة المراد إزالة الدهون المستعصية أو علاجها. ثم يتم تعريض المنطقة لحرارة منخفضة تعمل على تجميد الخلايا الدهنية وتدميرها بشكل أساسي.
تستغرق جلسات تكسير الدهون بالتبريد بين 35-60 دقيقة للجلسة الواحدة، وتبدأ النتائج بالظهور بعد شهر واحد من الجلسات، لكن من الممكن أن يطول الوقت؛ للوصول إلى أفضل النتائج وقد يستغرق هذا الوقت 3-6 أشهر، وأحيانا خلال هذه الفترة يلزم أخذ فترات توقف قد تصل إلى عدة أسابيع؛ من أجل التخلص من الخلايا الدهنية المدمرة لا سيما في الجلسات الأولى من علاج تكسير الدهون بالتبريد.
أحد أشكال علاج تكسير الدهون، وإزالتها بدون اللجوء للجراحة، وعلى عكس تكسير الدهون بالتبريد فهذه الطريقة تعتمد على جهاز طبي يفتت الدهون ويحطمها من خلال استخدام درجات حرارة عالية ما يؤدي إلى موت هذه الخلايا الدهنية العنيدة؛ ليقوم الجسم بعد بالتخلص من هذه الخلايا، مع العلم أن طريقة تكسير الدهون بالليزر تستخدم للنحت والوصول إلى تناسق عال يصعب الوصول إليه بالطرق الأخرى فطبيعة الخلايا الدهنية؛ التي تتحطم وتكون أصغر من غيرها التي تخلص الجسم منها بطرق العلاج الأخرى.
تستغرق جلسات تكسير الدهون بالتبريد أقل من 30 دقيقة للجلسة الواحدة، وتبدأ النتائج بالظهور بعد 6 أسابيع من الجلسات، لكن من الممكن أن يطول الوقت؛ للوصول إلى أفضل النتائج، وقد يستغرق هذا الوقت 12 أسبوع، كما أن جلسات علاج تكسير الدهون بالليزر لا تؤثر أبدا على روتين الحياة اليومية؛ إذ إنه يمكن أخذ هذه الجلسات دون التعرض لأي مضاعفات تؤثر على سير الحياة.
شكل آخر من أشكال علاج تكسير الدهون؛ يعمل على تفتيت الدهون، وحرقها دون اللجوء إلى العمليات الجراحية، مثل: شفط الدهون ويسميه البعض بحرق الدهون باستخدام الذبذبات، وفي هذه الطريقة من طرق تفتيت الدهون يستخدم جهاز ألتراساوند يوجه على المناطق ذات الكتل الدهنية العنيدة؛ حيث تخرج منه موجات أو ذبذبات عالية التركيز تعمل على تكسير جدران الخلايا الدهنية في المنطقة المراد علاجها، ولأنها ذات طاقة عالية تعمل هذه الموجات على اختراق الجلد وتتسبب في ضغط يعمل على تفتيت الدهون وتكسيرها؛ لتتحول إلى حالة سائلة دون ترك ضرر في الأنسجة المحيطة، ويكثر استخدام هذه الطريقة؛ لتحليل السليوليت؛ الذي تحدثنا عنه قبل قليل الذي يشيع لدى السيدات.
تستغرق جلسات تكسير الدهون بالموجات فوق الصوتية ما بين 40-60 دقيقة للجلسة الواحدة، وتبدأ النتائج بالظهور بشكل سريع، وربما من الجلسة الأولى، لكن من الممكن أن يطول الوقت للوصول إلى أفضل النتائج، وقد يستغرق هذا الوقت ما بين 6-12 أسبوع، كما أن جلسات علاج تكسير الدهون بالموجات فوق الصوتية لا تؤثر على سير الحياة بل يمكنك أخذها خلال فترة نقاهتك بعد وجبة الغذاء لتعودي بعدها لتؤدي نشاطاتك المختلفة بشكل طبيعي.
من الطرق الحديثة؛ لتكسير الدهون؛ والتي تقوم على إدخال إبر شعرية في طبقات الدهون أسفل الجلد؛ لتعمل على تكسير الدهون، وتفتيتها ثم إخراجها بشكل سريع، وتحتاج هذه الطريقة لتخدير موضعي بسيط وتتميز بسرعة الحصول على النتائج لكنها لا تستخدم إلا مع الكميات البسيطة جدا من الدهون المستعصية.
وهي حبوب عادية تباع في الصيدليات، وهي تعد مساعدة في تكسير الدهون، وتفتيتها، وليست ذات أثر مباشر على الخلايا الدهنية وتقوم وظيفتها على تقليل الشعور بالجوع، وتقليل امتصاص الجسم للدهون، وزيادة المواد الكيميائية؛ التي تساهم في حرق الدهون، وهذا له الأثر الجيد لكن غير المباشر، والسريع على تكسير الدهون وإزالتها، وتعد أقل كفاءة كلما كانت الدهون أكثر صعوبة في التفتت. ويجب الحذر عند استخدام حبوب تكسير الدهون؛ لأن لها بعض الآثار الجانبية المزعجة أحيانا، مثل: اضطرابات في المعدة ووظائف الجهاز الهضمي، وتؤثر على صحة القلب؛ لذلك يجب استشارة طبيب مختص قبل تناول هذه الأدوية.
تبقى هذه الطرق طرقا غير رئيسة؛ للتخلص من الدهون، بل هي طرق مكملة؛ لتكسير الدهون العنيدة، أما الجزء الأكبر؛ فيعود على المريض؛ ليحافظ على ما حققه في علاجه بتكسير الدهون، فعليه الالتزام بممارسة الرياضة، والحفاظ على برنامج غذائي صحي خصوصا إن كان ممن يكسبون الوزن بشكل سريع؛ لأن الأصل هو الوقاية، وليس العلاج؛ فعليك المحافظة على هذه المكتسبات، مهما كانت هذه الأنواع من الجلسات أو العلاجات سهلة وبسيطة؛ فلا أحد فينا يحب أن يلجأ إلى علاج أبدا. وتذكر دائما: «درهم وقاية خير من قنطار علاج».