الجلد عضو سلس، مثل قطعة قماش ناعمة تحمي الأصول القيمة، تخيل قطعة من الحرير، يمكن أن تحدث دمعة صغيرة واحدة فرقًا كبيرًا في شكلها، نفس الشيء مع الجلد يمكن أن يتسبب أي حرق أو إصابة أو أي صدمة أخرى مثل الجروح في حدوث ندبة.
الندبة ليست سيئةً إذا كانت صغيرةً، أو في مكان يسهل إخفاؤه. ولكن عندما لا يكون الأمر كذلك كأن تكون هذه الندبة في الوجه مثلاً؛ فقد تتساءل عما إذا كانت هناك طريقة لمعالجتها، بخلاف إخفائها تحت ملابسك، يود معظم الناس التخلص منها إلى الأبد، فتؤثر الندبات على المظهر وتشوهه، مما يدفعك إلى البحث عن كافة السبل المتاحة لعلاج ندبات الجلد وإخفائها تمامًا خاصة إن كانت في مكان ظاهر للناس، كالوجه والذراعين مثلاً.
في هذه المقال نتحدث عن ندوب أو ندبات الجسم، ما الندوب وكيف تتكون، وما أنواعها، وطرق علاجه وكافة المعلومات الأخرى
الندبة هي الأثر الذي يبقى بعد شفاء الجرح؛ وهي منطقة من الأنسجة الليفية تحل محل الجلد الطبيعي بعد الإصابة. تنجم الندبات عن العملية البيولوجية؛ لإصلاح الجروح في الجلد، وكذلك في الأعضاء الأخرى وأنسجة الجسم وبالتالي؛ فإن التندب هو جزء طبيعي من عملية الشفاء.
يتكون النسيج الندبي من نفس البروتين (الكولاجين) مثل: النسيج الذي يحل محله، لكن تكوين الألياف يختلف؛ بدلاً من تشكيل نسج لألياف الكولاجين الموجودة في الأنسجة الطبيعية، يتقاطع الكولاجين، ويشكل كتلة واضحة في اتجاه واحد. عادة ما تكون أنسجة الندب الكولاجينية ذات جودة وظيفية أقل من تلك التي للكولاجين الطبيعي. على سبيل المثال، تكون الندبات الموجودة في الجلد أقل مقاومة للأشعة فوق البنفسجية، ولا تنمو الغدد العرقية وبصيلات الشعر مرة أخرى داخل الأنسجة المتندبة، كما أنها تكون أكثر صلابةً وأقل مرونةً.
ينتج عن كل جرح على سبيل المثال، بعد حادث أو مرض أو عملية جراحية درجة معينة من الندوب باستثناء الجروح الطفيفة جدًا أو من الممكن أن ينتج من بعض الأمراض مثل حب الشباب.
يبدأ الأثر على شكل احمرار فى منطقة الجرح، أو الإصابة، مع زيادة في سمك الجلد، وزيادة صلابته ، كما تظهر أحياناً فقاعات تحتوي على سوائل بعد الإصابة بالحروق، ثم يبدأ الجلد بالالتئام. يكون شكل الندبة أسوأ ما يمكن في الفترة الممتدة من ثالث أسبوع، وحتى الشهر الثالث بعد الإصابة، ولكن غالباً ما يتحسن الوضع مع تقدم الوقت.
يمكن أن تبدأ الندوب بالظهور في أي مكان على الجلد، توجد عدة أنواع من الندبات، منها:
غالبًا ما تظهر الندبات من هذا النوع بعد الحرق، وتتسبب في شد الجلد (الانقباض). يمكن أن تجعل هذه الندبات من الصعب تحريك الأعضاء الأخرى كالمفاصل، خاصةً عندما تصل الندوب إلى العضلات والأعصاب، أو تحدث فوق المفصل، وذلك بسبب تقلص أو انكماش الجلد، وقد يحدث تيبس للمفصل وضمور للعضلات، والأوتار مع الوقت.
تنجم هذه الندوب الغائرة غالبًا عن الأمراض الجلدية مثل: جدري الماء، أو حب الشباب. تبدو وكأنها حفر مستديرة أو فجوات صغيرة متفوتة في الشكل والحجم في الجلد. وتسمى أيضًا ندوب الثلج، تتطور في أغلب الأحيان على الوجه. قد تصبح ندبات حب الشباب أكثر وضوحًا مع تقدم العمر لأن الجلد يفقد الكولاجين والمرونة بمرور الوقت.
على الرغم من أن هذا النوع من الندبات يكون مرتفعًا قليلاً في البداية، إلا أنه يتلاشى أثناء شفاءه. غالبًا ما تكون الندبات المسطحة وردية، أو حمراء، بمرور الوقت، قد تصبح أفتح قليلاً، أو أغمق من الجلد المحيط.
تكون ندبات الجدرة سميكة ومرتفعة عن الجلد، قد يصل إلى سنتيمتر واحد أو أكثر، وبها حمرة شديدة، ويكون ملمسها أكثر خشونةً من الجلد العادي، كما أن بها تهيج، وحكة شديدة. وهذا النوع من الندبات هو الأكثر نشاطاً وعدوانية من بين كل أنواع الندوب الأخرى؛ إذ تستمر فى التطور، ومع مرور الوقت قد تتجاوز حدود الإصابة الأصلية، وقد تعوق الحركة إذا كانت بجوار أحد المفاصل، وقد تكون هناك أسباب وراثية؛ لتكون هذه الندوب؛ إذ وجد أنها تكثر فى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، وهي تحدث عادة فى أماكن معينة من الجسم مثل الصدر، والكتفين، وحلمة الأذن.
الندب التضخمية هي ندب قاسية وبارزة ولونها أحمر، وتنشأ عن فرط نمو النسيج الضام؛ الذي يؤدي لفائض في نسيج الندبة. يوجد مناطق معينة من الجسم معرضة بشكل كبير للإصابة بذلك، ومنها: حزام الكتفين، والظهر والمنطقة التي خلف الأذن.
عندما يتوسع الجلد أو يتقلص بسرعة، يمكن أن تتلف الأنسجة الضامة الموجودة تحت الجلد؛ فتظهر علامات التمدد غالبًا في أثناء الحمل، أو البلوغ، أو بعد اكتساب، أو فقدان الكثير من الوزن. تظهر عادة على الثديين والمعدة والفخذين وأعلى الذراعين.
يمكن أيضاً أن تحدث ندوب داخلية داخل الجسم؛ فيمكن أن ينتج النسيج الندبي الداخلي عن الجراحة (مثل التصاقات البطن) وبعض الحالات الصحية، مثل: متلازمة أشرمان، ومرض بيروني. يتسبب أحد أمراض المناعة الذاتية مثل تصلب الجلد في حدوث تغيرات في الجلد تشبه التندب الناتج عن التهاب الجلد.
يعتمد تكون وشكل الندبات على عمر المصاب؛ ففي مرحلة الشباب يتفاعل الجلد بشكل شديد مع الإصابة ويترك أثراً أوضح من الأثر الذي تتركه الإصابة في مرحلة الشيخوخة.
تتأثر الندبات بلون البشرة؛ إذ يكون الأشخاص داكني البشرة هم الأكثر عرضة لذلك.
يتأثر ظهور الندبة بمكان الإصابة؛ إذ إن اتجاة الشد وكميته تختلف من منطقة إلى منطقة فى الجسم؛ فنجد أن جلد منطقة الصدر مشدود أكثر، ويتعرض بصفة مستمرة للتمدد والانكماش بسبب عمليتي الشهيق والزفير اللتين لا تتوقفان.
مثل فيتامين E وكريم زبدة الكاكاو، وهلام السيليكون، ومنتجات مستخلص البصل والعديد من منتجات العناية بالبشرة التجارية مثل، الفازلين، والأكوافور؛ التي تباع بدون وصفة طبية، وهي فعالة إلى حد ما في المساعدة في علاج الندوب.
لعلاج الندوب في حالة متأخرة وعلى الرغم من أنها لن تزيل الندبة، لكن يمكن استخدام الجراحة لتغيير شكل الندبة أو جعلها أقل وضوحًا. لا ينصح بالجراحة في حالات الندوب الضخامية، أو الجدرة (الندوب المرتفعة)؛ لوجود خطر تكرار الندوب وكذلك الندوب الأكثر شدة التي تنتج عن العلاج، العلاج الجراحي غالبًا يُجرى في حالات تقلص نطاق الحركة.
قد تساعد حقن الستيرويد في علاج الندوب على تسطيحها؛ فهي تهدف إلى تثبيط رد الفعل الالتهابي الزائد؛ الذي يؤدي إلى تكون الندبة السميكة قد تساعد الحقن في تلطيف مظهر ندبات الجدرة أو الضخامية. يمكن حقن 5-فلورويوراسيل (5-FU) أو بليوميسين في الندبات لتقليل حجم الندبة وتخفيف الحكة والألم.
يُستخدم العلاج الإشعاعي السطحي بجرعة منخفضة؛ لمنع تكرار الندوب الشديدة والجُدرة والضخامية. يستخدم هذا لعلاج الندوب فقط في الحالات القصوى بسبب الآثار الجانبية المحتملة على المدى الطويل.
يتضمن هذا العلاج إزالة سطح الجلد بمعدات خاصة. صنفرة الجلد مفيدة للتخلص من الندبات غير المنتظمة سواءٌ أكانت مرتفعة أم منخفضة. الصنفرة، أو التقشير الدقيق للجلد هو شكل أقل توغلًا من سنفرة الجلد، ولكنه مفيد إلى الحد الأدنى في علاج الندوب السطحية جدًا.
هذا الإجراء لعلاج الندوب، على غرار سنفرة الجلد، يزيل الطبقات السطحية من الجلد باستخدام أنواع مختلفة من الليزر. قد تحقق الأنواع الأحدث من الليزر نتائج أكثر دقة من خلال العمل على الكولاجين في الأدمة دون إزالة الطبقات العليا من الجلد. ينتج عن هذا التقدم القليل من الوقت الضائع على عكس التقشير بالليزر، وتقشير الجلد التقليديين ، الأمر الذي يتطلب فترة أطول.
ضمادات الضغط هي ضمادات مبدأ عملها قائم على تفعيل ضغط ميكانيكي يقلل من سماكة الندبة، ويمكن استخدامها في أي مرحلة تكون فيها الندبة ما تزال نشطة، أي بعد وقت قصير من إغلاق الجرح وفي أول سنة إلى سنتين. يشمل العلاج أقراط الضغط وضمادات الضغط المختلفة لجميع أجزاء الجسم.
السيليكون موجود على شكل ضمادات رقيقة أو كمستحضر للدهن الموضعي، و للسيليكون مزايا تقلل من بروز وسماكة الندبة، واستخدامه فعال في جميع المراحل النشطة للندبة.
يمكن استخدام هذه العلاجات؛ لرفع الندوب الغائرة إلى مستوى الجلد المحيط، آثار هذه الحقن مؤقتة فقط، ومع ذلك قد تحتاج إلى تكرارها بانتظام. تتوفر الآن أشكال أحدث من مواد الحشو القابلة للحقن في السوق وقد تكون خيارًا لبعض الأشخاص.
من علاج الندوب؛ إذ يتم عمل العديد من الثقوب الصغيرة في الجلد السطحي؛ لتحفيز إنتاج الكولاجين، وحتى إدخال محفزات الكولاجين أو غيرها؛ لمحاولة تقليل ظهور الندبات.
يختلف توقيت البدء في علاج الندبات حسب سبب الندبة؛ ومبدأ الوقاية خير من العلاج ينطبق على الندبات؛ ففي رتق الجروح الناتجة عن الإصابات أو العمليات الجراحية يجب مراعاة إجراءات وقائية لتقليل فرصة تكون ندبات نشطة، ومن هذه الإجراءات تنظيف الجرح جيداً قبل رتقه، واستخدام نوعية مناسبة من الخيوط الجراحية، واتباع إجراءات الوقاية من التلوث والعدوى، وكذلك استخدام الكريمات الموضوعية، والمتابعة المستمرة بعد الجراحة.
في معظم الحالات يفضل أن ننتظر فترة 6 شهور قبل المراجعة الجراحية للندبات، وذلك لنعطي فرصة للتحسن التلقائي الذي يحدث مع مرور الوقت، وفي هذه الأثناء تستخدم المراهم الموضعية؛ التي تساعد على تحسن الجروح، وخلال الأشهر؛ التي تلي الإصابة يجب تجنب وصول ضوء الشمس المباشر إلى الجرح؛ لأن ذلك يعمل على زيادة احمرار الجرح، مما يجعله أكثر ظهورا، وفي حالة التعرض للشمس يجب تغطية الجرح أو استعمال كريمات موضعية واقية من أشعة الشمس.