مع التطور الكبير، والمستمر في عالم التجميل، والطب التجميلي، ومع السلبيات العديدة للعمليات التجميلية الجراحية المتمثلة في طول فترة التعافي من هذه العمليات، وكثرة الآثار الجانبية، والمخاطر؛ التي قد تلحق بالمريض نتيجة إجراءه لهذا النوع من العمليات، والتكلفة المرتفعة، وكذلك الحقن التجميلية كالفيلر والبوتوكس؛ التي ورغم قوة نتائجها أظهرت العديد من السلبيات الكبيرة. بدأ الطب التجميلي يتجه باتجاه تحقيق نتائج طيبة دون الحاجة للجراحة، ومن خلال أساليب لا تحتاج إلى فترة تعافٍ، أو نقاهة بعد العلاج، أو بالأحرى العودة للوراء إلى الطب البديل، والعلاج التقليدي وأحد أهم الأساليب وأكثرها شهرةً على الإطلاق هو مجال الوخز بالإبر الصينية؛ والتي تستخدم في علاج بشرة الوجه وأمراضها المختلفة.
في هذا المقال نتعرف على ما هي الابر الصينية، وما هي استخداماتها، وكيف تساعد في علاج مشاكل البشرة
هو عبارة عن مجموعة من الإجراءات؛ التي تنطوي على تحفيز نقاط تشريحية معينة في الجسم باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات؛ والتي تتمثل في اختراق الجلد بواسطة إبر معدنية رقيقة صلبة غالبًا، يكون طولها 3.5 سم، ثم تُحرك بالأيدي، أو عن طريق التحفيز الكهربائي؛ وذلك بهدف التخفيف من الألم، أو المساعدة في علاج.
يعد العلاج بالإبر الصينية وسيلة من وسائل الطب الصيني القديم؛ والذي يقوم على غرز عدّة إبر رفيعة جدًا في جلد الشخص المريض في عدة مناطق، أو حسب المرض، ويعد من الإجراءات الطبية التكميلية (complementary medicine)؛ إذ إنّه يختلف بشكل جذري عن الوسائل المختلفة، والمتّبعة في الطب التقليدي العربي، بالإضافة إلى أنّه لا يرتكز على أدلة علمية في الطب التقليدي.
في الصين، اُستخدم الوخز بالإبر كشكل من أشكال العلاج الطبي لأكثر من 2500 عام. فهو جزء من النشاطات الطبية التقليدية، ويستخدم لعلاج مجموعة كبيرة من الأمراض، على الرغم من أن الأمراض الجلدية والبشرة قد حظيت باهتمام أقل بكثير في أبحاث الوخز بالإبر في جميع أنحاء العالم من الألم، والحالات العضلية، لكن توجد مجموعة متزايدة من الأدلة؛ التي تشير إلى فائدة الوخز بالإبر في هذا المجال.
الوخز بالإبر الصينية التجميلي طريقة غير جراحية؛ لتقليل علامات الشيخوخة والتقدم في العمر من تجاعيد وغيرها، تستخدم تقنيات الوخز بالإبر الصينية التقليدية مع وضعها في الوجه، إذ أثبتت بعض الدراسات والنتائج العملية للكثير من المرضى أن النساء على وجه الخصوص تظهر تحسن كبير وشفاء من علامات الشيخوخة، إذ تظهر البشرة أكثر تفتحًا وإشراقًا وتبدأ مرونة الجلد بالزيادة بفعل زيادة إنتاج الكولاجين المسؤول بشكل كبير عن نضارة البشرة. ويقال إنه يساعد بشكل طبيعي في جعل البشرة تبدو أكثر شبابًا وأكثر نعومة وصحة بشكل عام. وعلى عكس إجراءات الحقن كالبوتوكس والفيلر، لا يعالج الوخز بالإبر في الوجه علامات الشيخوخة فحسب، بل يعالج أيضًا الصحة العامة للبشرة.
ثبت أن الوخز بالإبر الصينية يزيد من نشاط الدورة الدموية، وطاقة الحياة في جميع أنحاء الجسم، ويمكن أن تساعدنا زيادة تدفق الدم في الحفاظ على صحة الجلد، والعضلات عن طريق تعزيز التغذية، والترطيب، ورفع الطاقة إلى الجلد وعضلات الوجه. من خلال زيادة التدفق الليمفاوي باستخدام تدليك الوجه مع الوخز بالإبر، يمكن للوخز بالإبر المساعدة في تقوية جهاز المناعة؛ إذ إن بشرتنا هي جزء أساس من جهاز المناعة لدينا. تؤثر الإبر التي تُدخل في الوجه على إنتاج الكولاجين، والإيلاستين مما يساعد على توحيد لون البشرة. الكولاجين هو بروتين تنتجه أجسامنا وهو المسؤول عن قوة بشرتنا، ومرونتها. الإيلاستين مسؤول عن مرونة بشرتنا.
يؤدي التعرض لأشعة الشمس، والشيخوخة إلى تدهور وتقليل إنتاج الكولاجين، والإيلاستين. يساعد الوخز بالإبر على تحفيز العمليات الطبيعية لتكاثر الخلايا، ونموها في الجسم. توضع الإبر في النقاط الحركية للعضلات؛ لإعادة عمل العضلات الخاصة بالوجه إلى مكانها الأصلي، وبالتالي يبدو الوجه أكثر نحتًا وشبابًا ومرتفعًا. يُعرف الوخز بالإبر التجميلي أيضًا بالوخز بالإبر للوجه، والوخز بالإبر لتجديد شباب الوجه.
يضع الأخصائي مجموعة من إبر الوخز الرفيعة جدًا حول التجاعيد، والحفر، والمرتفعات في الوجه، والعضلات الوجهية ونقاط الضغط. مواضع الإبر تزيد من إنتاج الدم والكولاجين، والتوزيع اللمفاوي إلى الوجه وفروة الرأس. مع كل إبرة، يُكون المختص بالوخز صدمة دقيقة تسبب خلايا الدم البيضاء للانتقال إلى المنطقة؛ لإصلاح الخطوط التي تشكلت على الجلد.
ويمكن ملاحظة النتائج مباشرة، لكن يوصى بعمل على الأقل من 12 إلى 15 جلسة؛ لإحداث التأثيرات الكاملة والنتائج المرجوة. كما يوصى عموما بالذهاب مرتين في الأسبوع لمدة ستة أسابيع، لكن النتائج قد تختلف من شخص لآخر حسب التجاعيد وطبيعة البشرة.
وتصل مدة جلسة علاج الوخز بالابر الصينية التجميلية إلى 30 دقيقة للجلسة الواحدة وقد تصل في بعض الجلسات لأكثر من ساعة حسب وضع المريض.
تعد الحقن التجميلية التقلدية كالبوتوكس، والفيلر من أكثر الإجراءات التجميلية للوجه، والبشرة المنتشرة في العالم بأسره لكن لهذه الحقن ذات التراكيب المصنوعة على يد البشر آثار جانبية قد تجعل الوخز بالإبر الصينية التجميلي يتفوق عليها في كثير من الأحيان ومن هذه الميزات:
أفاد تقرير دراسة بحثية نُشرت عام 1996 في المجلة الدولية للوخز بالإبر الصينية أنه من بين 300 حالة عولجت بالوخز بالإبر التجميلي، كان لـ 98٪ تأثيرات ملحوظة مع جلسة علاج واحدة.
يتكون المسار النموذجي للعلاج من 10-14 علاجًا متتاليًا؛ لرؤية النتائج المرجوة مرتين في الأسبوع لمدة 5-7 أسابيع. في حين أن النتائج غالبًا ما تكون ملحوظة بعد بضع جلسات فقط؛ فإن الجلسة الكاملة تسمح بحدوث نتائج أكثر عمقًا واستمرارية. بعد الانتهاء من دورة العلاج، يمكن لجلسات التحسين من خلال الأعشاب أن تطيل النتائج. عادةً ما تحدث جلسات التحسين شهريًا لمدة 2-3 أشهر، ثم بشكل موسمي ما دمت كنت ترغب في الحفاظ على النتائج اعتمادًا على رد فعل المريض. بالنسبة لبعض الحالات الصعبة، على سبيل المثال إذا كان المريض أكبر سنًا بخطوط أعمق؛ فقد يحتاج إلى تكرار 10 جلسات أخرى.
يجب على المرضى تناول الطعام (ولكن ليس الإفراط في تناول الطعام) من حيث الحرص على شرب المياه بكثرة، والإكثار من تناول الخضراوات، والفاكهة مع تقليل السكريات والدهون. قبل العلاج بالوخز بالإبر. الامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية القاسية لمدة ساعتين على الأقل قبل العلاج وبعده. لا ينصح باستهلاك الكحول، أو التدخين. قد تبقيك جلسة الوخز بالإبر للوجه مسائية مستيقظًا في الليل، لذلك أوصي بجلسة في وقت مبكر من اليوم إن أمكن.