حب الشباب، تلك المشكلة؛ التي يعاني الكثير من الرجال والسيدات منها؛ والتي تشكل إزعاجًا شديدًا لهم، وتصيبهم بالحزن لما تسببه من فقدان جمالهم ووسامتهم، والمشكلة الأكبر تكمن في أنها تستمر لسنوات طويلة، وفي ربيع أعمارهم؛ فما أن تختفي واحدة حتى تظهر مكانها بعد فترة واحدة أخرى؛ فيلجأ الكثير منهم إلى نزعها؛ مما يؤدي إلى بقاء آثار حب الشباب السيئة؛ والتي تمكث طويلاً وإما أن يلجؤوا إلى عمل وصفات غريبة قد تضرهم أكثر مما تنفعهم ليبدأوا بالبحث عن حل لمشاكل أخرى.
في هذا المقال نتعرف على حب الشباب: أنواعه، وأشكاله، وأسبابه. ونستعرض الكثير من المعلومات حول علاج حب الشباب
قبل الحديث عن علاج حب الشباب وآثار حب الشباب؛ فالأصل أن نعرف حقيقة المشكلة؛ التي نواجهها؛ لفهم الحلول المُثلى لها، فحب الشباب هو أحد الأمراض الجلدية المزمنة التي تشيع في فئة الشباب خصوصًا في مرحلة المراهقة؛ والتي تخف حدتها بعد الخروج من مرحلة المراهقة، مع العلم أنه يظهر بنسبة أكبر لدى الشباب من الفتيات ومن الممكن أن يظهر لدى الأطفال حديثي الولادة.
ويعود السبب المباشر في ظهور حب الشباب إلى انسداد بصيلات الشعر بالخلايا الجلدية الميتة، أو الزيوت الجلدية؛ ومع دخول الجراثيم فإن هذا يؤدي إلى الاحمرار؛ الذي نراه دائمًا في حب الشباب المنتشر في الجلد. فسيولوجيًا وتفسير علمي أكثر، فيظهر حب الشباب عند انسداد مسامات بصيلات الشعر بعصارة حليبيّة، وخلايا ميّتة، كل بصيلة تكون متّصلة بغدّة حليبية، هذه الغدّة تفرز مادّة دهنية تُسمّى الزّهْم، مهمتها تزييت الشعر والجلد.
تتّجه العصارة الحليبيّة خارجًا على طول قناة الشعرة؛ حتى تصل إلى سطح الجلد، عندما يفرز الجسم كميّة فائضة من العصارة الحليبيّة وخلايا الجلد الميّتة فقد تتجمّع هذه كلها في بصيلات الشّعر لتشكّل انسدادًا لَيِّنًا. هذا الانسداد قد يُسبب انتفاخًا في جدار بصيلة الشعر ممّا يؤدي إلى تكوّن الرأس الأبيض، وقد يشق الانسداد طريقه إلى خارج سطح الجلد فيصبح لونه أسود ويكوّن رأسًا أسود.
أو كما تسمى بأعراض حب الشباب؛ حيث يوجد لحب الشباب عدة أشكال قد تظهر في مناطق مختلفة من الجسم كالوجه، والرقبة والكتفين، والظهر. وهي مناطق الجلد التي تحتوي على عدد كبير نسبيًا من الغدد الدهنية، وقد يظهر أكثر من شكل من أشكال حب الشباب في نفس المنطقة، ويظهر حب الشباب بالأشكال التالية:
قبل اتخاذ علاج حب الشباب المناسب، ينبغي فحص، وتشخيص حبوب الشباب وحالتها الموجودة؛ لتحديد العلاج الأفضل، ولكي لا تأتي الأدوية، أو العلاج بنتائج وآثار جانبية غير مرغوبة، ويُشخص حب الشباب، وحالته من قبل طبيب مختص أو أخصائي تجميل بشكل نظري لتحديد نوع حب الشباب الموجود وكميته. كما يجب على الأخصائي؛ الذي يقوم بالتشخيص بالانتباه لعدة عوامل فيجب أن يتضمن تقييم الشخص المصاب بحب الشباب المشتبه به أخذ تاريخ طبي مفصل حول التاريخ العائلي لحب الشباب ويقصد بها أثر الجينات على تكون حب الشباب، ومراجعة الأدوية التي تم تناولها، وعلامات أو أعراض الإنتاج المفرط لهرمونات الأندروجين، والكورتيزون، وهرمون النمو (التستوستيرون) وغيرها من العوامل؛ التي يجب أخذها بعين الاعتبار للحكم على نوع وشدة الحالة لتقرير أفضل علاج لحب الشباب لتلك الحالة.
في الواقع توجد الكثير من الأدوية والعلاجات لحب الشباب؛ والتي تختلف في طريقة استخدامها ونوعها حسب نوع حب الشباب الموجود، وشدة الحالة، والغرض، أو الهدف من استخدام علاج حب الشباب هذا بشكل خاص، وفي الغالب يكون الهدف هو إزالة حب الشباب الموجود حاليًا وتقليل فرص عودته في المستقبل القريب ومنع آثار حب الشباب من الظهور بعدها زوال الحبوب.
كما تختلف طريقة علاج حب الشباب، وآثاره من حالة لأخرى وفقاً لوضع المريض، ودرجة تهيج الجلد، والالتهابات المصاحبة للشخص المصاب بحب الشباب. كذلك يحدد أخصائي التجميل او الطبيب طريقة العلاج المناسبة تبعًا للمعطيات المصاحبة لظهور حب الشباب؛
وغالبًا ما يكون علاج حب الشباب مكونًا من قسمين: فقسم يكون ذا طبيعة علاجية بحتة أي يُستخدم علاج حب الشباب من قبل الطبيب المختص أو أخصائي التجميل في العيادة أو المركز الطبي والقسم الآخر يكون عبارة عن متابعة من قبل المريض نفسه لهذه الحالة.
من أدوية حب الشباب التي تستخدم بكثرة وينصح بها الأطباء هي تلك التي يتم تناولها بواسطة الفم: كالأقراص الفموية العادية، هذه الأدوية تعتمد على تحفيز تجدد الخلايا، وتمنع تكوّن الانسدادات في بصيلة الشعرة وتأتي بعدة أشكال:
وغالبًا ما تكون للحالات المزمنة من حب الشباب، ومن أمثلة هذه المضادات: المينوسيكلين (minocycline)، الكلينداميسين (clindamycin) وغيرها.
الأقراص الفموية التي تقلل من الهرمونات الذكورية كالتستوستيرون؛ والتي تزيد عادة إفراز الدهن، وهي من التركيبات التي تحتوي على الجيل الثالث أو الرابع من البروجستين أو مضادات الأندروجين مثل: سيبروتيرون، سبيرونولاكتون، وقد أثبتت نجاعتها في علاج حب الشباب. ولكن العلاج بالهرمونات ينبغي ألا يستخدم خلال فترة الحمل أو الرضاعة؛ لما قد يسببه من عيوب خَلْقية للجنين، وقد يستخدم أحيانًا مع حبوب منع الحمل.
أو الأكيوتان هي الاسم التجاري لدواء أيزوترتينوين؛ الذي يصفه مقدمو الرعاية الصحية لعلاج حب الشباب في الحالات المتقدمة، يمكن أن يسبب هذا الدواء بعض الآثار الجانبية.
أكثر أنواع أدوية حب الشباب انتشارًا، واستخدامًا؛ نظرًا لكثرتها سواءٌ أكانت من ناحية التراكيب الكيميائية الداخلة في تكوينها أم الأنواع الكثيرة بأسماء تجارية مختلفة لها، ومن أهم أنواع علاج حب الشباب الموضعي:
وهي الأكثر استخداماً؛ ًنظرًا لتعارف الناس عليها وشرائها دون الحاجة لوصفة طبية وتتكون من حمض الساليسيليك، أو بيروكسيد البنزويل ومركبات أخرى.
تستخدم عادة؛ لعلاج حب الشباب الخفيف، أو المتوسط، ولديها فعالية قوية ضد الالتهاب. ويعتقد بأنها تعمل على تقليل أعداد البكتيريا، وينصح بها في حالة المرأة الحامل، ومن المضادات الحيوية الشائعة: إريثروميسين.
لها نشاط مضاد للالتهاب، وتعمل على معادلة دورة حياة الخلايا الجريبية. وتعتبر ضمن الخط الأول في علاج حب الشباب لذوي البشرة السمراء، كما ولها دور أسرع في تحسين زيادة التصبغ الذي يلي الالتهاب، كما أنها تمنع ترسب الكرياتين الذي يسبب انسداد البصيلات والذي له الدور الأكبر في تكون حب الشباب.
وذلك عن طريق تسليط جهاز الليزر على المناطق؛ التي توجد بها حبوب الشباب ويعمل الليزر على تدمير الخلايا الجلدية؛ التي تتواجد بها هذه الحبوب، ولكن يجب استخدام هذه الطريقة بحرص ومن خلال مختصين لتجنب أي آثار جانبية.
يُجرى التقشير الكيميائي من خلال وضع مادة كيميائية على الوجه، أو اليدين؛ حتى تتسبب تلك المادة الكيميائية في تقشير الطبقات الخارجية للبشرة، وهو من الطرق المستخدمة لعلاج حب الشباب ذات الشدة الخفيفة، أو لعلاج وازالة آثار حب الشباب.
وهي قليلة الاستخدام.
البشرة الدهنية من إحدى أكثر أصناف البشرة؛ التي يحتمل إصابتها بحب الشباب؛ وذلك لأن نشاط الغدد الدهنية في الجلد عالٍ مقارنة بالأنواع الأخرى؛ والتي تُفرز المواد الدهنية؛ التي تشكل بيئة مناسبة لنمو الجراثيم وحدوث تهييج للجلد، وزيادة في حدة وعدد حب الشباب. في هذه الحالة يكون علاج حب الشباب؛ بهدف التقليل من عمل تلك الخلايا الدهنية إضافة للعلاجات المعتادة؛ فيعتمد العلاج على إيقاف نمو وعمل تلك الخلايا والغدد الدهنية لعدم السماح للجراثيم بالنمو. ومن أفضل الطرق العلاجية لهذه البشرة هو علاج حب الشباب بالليزر؛ لأنه يعمل مباشرة على تلك الخلايا الدهنية مما يعطي مفعولًا سريعًا ويدوم تأثيره لفترات طويلة تصل في بعض الحالات لمدى الحياة.
كل أنواع علاج حب الشباب المذكورة تحتاج لبعض الوقت، ولا تعطي نتائج فوريّة، بل تبدأ النتائج بالظهور بعد 4-8 أسابيع حتى إن الوضع قد يسوء في حالات معيّنة قبل ظهور التحسّن، وتستمر فترة العلاج من 3-6 أشهر، حسب وضع الحالة، وفي بعض الحالات الصعبة قد نحتاج لفترة أطول، وطوال هذه الفترة يقع على عاتق المريض المسؤولية الأكبر في التقدم والوصول إلى حالة الشفاء التام من خلال الالتزام بإجراءات المتابعة المنزلية.
بعد الشفاء، والانتهاء من علاج حب الشباب، أو اختفائه كليًا قد يتطلب الأمر مواصلة العلاج الدوائي، أو أي علاج آخر بهدف منع ظهورها من جديد، في بعض الحالات قد يتطلب الأمر مواصلة علاج موضعي في الأماكن؛ التي يحتمل ظهور الحبوب فيها مرة أخرى، ومن النصائح المتبعة لتخفيف احتمال عودة تلك الحبوب: